وصلت نسبة غياب طلبة المدارس الحكومية والخاصة في مدارس بأبوظبي أمس، إلى نحو 54٪، بينما خلت فصول من الطلبة في مدارس في دبي وبلغت نسبة الغياب نحو 90٪، وشهدت مدارس في الشارقة نسبة غياب 90٪ أيضاً، كما شهدت مدارس الدولة كافة نسبة غياب غير متوقعة في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، وكان من المفترض أن ينتظم أمس اكثر من 579 طالباً وطالبة في المدارس الحكومية والخاصة، لم يلتزم منهم سوى 10٪، وفق مديري مدارس. القطامي يطلب الالتزام بالدوام
طالب وزير التربية والتعليم حميد القطامي المسؤولين في الوزارة ومديري إدارات المناطق التعليمية بالتواصل مع الميدان التربوي وتكثيف الزيارات الميدانية للوقوف على أوضاع المدارس والتأكد من سير العملية التعليمية بصورة طبيعية، وإعداد تقارير عن حالة المدارس وجاهزيتها في اليوم الدراسي الأول، للحفاظ على استقرار المجتمع المدرسي. جاء ذلك خلال تفقّده عدداً من مدارس مناطق المليحة والذيد وفلج المعلا، واطلع على عملية تسليم الكتب المدرسية للطلبة، وانتظام الهيئات الإدارية والتعليمية، مطالباً آباء الطلبة حث أبنائهم على الالتزام بالدوام المدرسي والاجتهاد لتحقيق النجاح والتفوق. وقال الوزير إن الوزارة تسعى إلى تطوير عناصر العملية التعليمية كافة، بدءاً من الكوادر البشرية، والبيئة التعليمية، وانتهاءً بالمناهج ووسائل التدريس، وأساليب التقويم والامتحانات الحديثة ليكون التعليم لدى كل طالب هو تعليماً للحياة، وتعليماً للحفاظ على مكتسبات الدولة ومواصلة إنجازاتها.
وقال مدير عام الوزارة علي ميحد السويدي إن الوزارة توقعت وجود نسبة غياب في بعض المدارس، مشيراً إلى أن الوزارة تلقت رسائل من المدارس الحكومية بشأن أرتفاع نسب غياب الطلبة في اليوم الدراسي الأول.
وأفاد آباء طلبة بأنهم امتنعوا عن إرسال أبنائهم إلى المدرسة بسبب تخوفهم من فيروس أنفلونزا الخنازير «H1N1» بعد إصابة طلاب في مدارس أجنبية.
وتوقع مديرو مدارس أمس ان تصل نسبة الحضور 50٪ إلا أنهم فوجئوا بارتفاع نسبة الغياب بشكل ملحوظ وفق مدير مدرسة المعارف الحكومية محمد الماس الذي أشار إلى أن نسبة غياب الطلاب وصلت إلى 90٪، ومعظم الطلاب تغيبوا عن الدراسة، عازياً السبب إلى بدء الدوام في نهاية الأسبوع الأمر الذي جعل الطلاب يتغيبون يومي الأربعاء والخميس.
من جهته، قال مدير مدرسة دبي الثانوية منصور شكري إن قرار وزارة التربية والتعليم بدء العام الدراسي في نهاية الأسبوع أثر سلباً في دوام الطلاب، وتابع «كان على الوزارة أن تبدأ دوام الطلاب بداية الأسبوع لتتمكن المدارس من توزيع الكتب الدراسية وجدول الحصص في اليوم الدراسي الأول من دون أن يتم أي تأخير في الخطط الداخلية لإدارة المدرسة».
وأضاف أن المدرسة لم تتمكن من توزيع الكتب على جميع الطلاب وأنه سيتم توزيعها على الطلبة يوم الأحد، مشيراً إلى أن معظم الطلاب يبدأون الدوام في بداية الأسبوع المقبل.
وفي السياق نفسه لفتت مديرة مدرسة الألفية الابتدائية نعيمة جعفر إلى أنها لم تتوقع تغيب معظم الطالبات من الفصول الدراسية في اليوم الأول من العام الدراسي، موضحة أن نسبة غياب الطالبات وصلت إلى نحو 90٪ في مختلف المراحل الدراسية.
وأشار مدير مدرسة علي بن أبي طالب، محمد النقبي، إلى أن نسبة غياب الطلبة في المدرسة وصلت إلى أكثر من 88٪ وأن بعض الطلاب لم يمكثوا في المدرسة ساعات عدة ولم يلتزموا بالدوام الكامل بسبب وجود نقص كبير في عدد الطلاب.
وأضاف ان بعض الطلاب امتنعوا عن دخول المدرسة بسبب وجود أعمال نظافة لم تكتمل في مرافق المدرسة، مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن يحدث ارتفاع في نسب الغياب لأن معظم الطلاب لا يبدأون دوامهم الدراسي في اليوم الأول، معتبرين أنه يوم توزيع الكتب الدراسية.
غياب وتخوف
وفي أبوظبي سجلت المدارس أمس نسب غياب مرتفعة، وصلت إلى 54٪ في بعض المدارس، وعزت إدارات مدرسية ارتفاع نسبة الغياب إلى توقيت بدء الدراسة الواقع بين إجازة العيد ونهاية الأسبوع، إضافة إلى تخوف الكثير من أنفلونزا الخنازير، وهو ما أكده لـ«الإمارات اليوم» آباء طلبة، وأوضحوا أنهم منعوا أبناءهم من المدارس خلال اليومين الأولين من بدء الدراسة حتى يتسنى لهم الاطمئنان على استقرار الوضع الصحي في المدارس، ولم تبلغ المدارس أمس عن حالات اشتباه بأعراض أنفلونزا ونفذت عمليات متابعة طبية في جميع الصفوف للوقوف على الحالة الصحية للطلبة واتخاذ الإجراءات الوقائية المتبعة في حالة الاشتباه بأية حالة مرضية.
وقال مدير مدرسة «الاتحاد» طالب عمر، إن «نسبة الحضور في المدرسة كانت ضعيفة للغاية إذ حضر أمس 46٪ وتغيب 54٪»، مضيفاً أنه يتوقع أن تستمر معدلات الغياب المرتفعة اليوم أيضاً إلى أن ينتظم دوام الطلبة بشكل كامل يوم الأحد المقبل».
من جانبه، أوضح مدير مدرسة زايد الثاني سلطان عبدالرحمن أن «بدء الدوام الدراسي عقب عيد الفطر المبارك وقبل إجازة نهاية الأسبوع بيومين إضافة إلى الخوف المبالغ فيه من قبل بعض أولياء الأمور دفع كثيراً من الطلبة إلى العزوف عن المدارس خلال اليوم الأول ولم تزد نسبة الحضور أمس عن 42٪».
وأكد «استقرار الوضع الصحي في المدرسة تماما ولم تسجل أية حالات اشتباه بمرض أنفلونزا الخنازير»، موضحا أن «المدرسة اتخذت تدابير وقائية ومتابعة طبية طوال اليوم الدراسي أمس للتأكد من سلامة الطلبة من أية عوارض مرضية».
وقالت المسؤولة عن العيادة الطبية في مدرسة الشويفات إن «حالات الغياب مرتفعة في صفوف الطلبة ولم تسجل أية حالات يشتبه في إصابتها بمرض أنفلونزا الخنازير لكن اكتشف ارتفاع حرارة أحد الطلبة بمقدار نصف درجة وتم استدعاء ولي أمره لأخذه إلى المنزل للاستراحة»، مشيرة إلى أن العيادة الطبية في المدرسة اتخذت إجراءات وقائية لحماية الطلبة بإلزامهم بغسل اليدين بالصابون خلال اليوم الدراسي، ووجهت بمنع التقبيل والملامسة وجميع السلوكيات التي قد تنتج عنها عدوى مرضية».
وتقول مديرة مدرسة السلام الخاصة ماجدة مؤيد إن ارتفاع نسبة الغياب متوقعة خلال اليومين الأولين من بدء الدراسة خصوصاً ان بعض آباء الطلبة مازالوا خارج الدولة، متوقعة أن يكون هناك انتظام كامل يوم الأحد المقبل».
أما مديرة مدرسة فلسطين شيخة الزعابي للتعليم الثانوي فتقول «أنهينا جميع الاستعدادات لاستقبال الطلبة أمس لكنهم لم يحضروا»، موضحة أن «نسبة الغياب وصلت إلى 50٪ تقريبا في الصفوف».
ودعت آباء الطلبة إلى تحمّل المسؤولية تجاه أبنائهم وحثهم على الدراسة، محذرة من مغبة الغياب المتكرر للطالب، موضحة أن لائحة السلوك الطلابي أكدت أنه في حال غياب الطالب من دون عذر مقبول لمدة ثلاثة ايام متكررة تخصم درجة من السلوك، وفي حال تغيب الطالب لمدة 15 يوما متقطعة أو 10 أيام متصلة من دون عذر مقبول يتم استدعاء ولي أمره ورفع كتاب إلى المنطقة التعليمية لفصله من المدرسة».
إلى ذلك، صرح آباء طلبة لـ«الإمارات اليوم» بأنهم فضلوا بقاء أبنائهم في المنازل خلال اليومين الأولين من العام الدراسي حتى يتسنى لهم الاطمئنان على سلامة الوضع الصحي في المدارس.
وتقول، أم أحمد، إنها تخوفت من ذهاب أبنائها إلى المدرسة أمس بسبب أنفلونزا الخنازير وفضلت بقاءهم في المنزل حتى تطلع على الوضع الصحي في المدرسة.
وتؤيدها راوية موسى بالقول «إن كثيراً من أولياء الأمور يتخوفون من إصابة أبنائهم بالمرض، وعزفوا عن إرسالهم إلى المدارس خلال اليوم الدراسي الأول حتى تتضح الصورة كاملة بالنسبة لمرض أنفلونزا الخنازير»، معربة عن ثقتها بالإجراءات التي اتخذها مجلس أبوظبي للتعليم وهيئة الصحة بشأن منع انتشار العدوى بين طلبة المدارس.
إقبال ضعيف
وفي الشارقة فتحت المدارس الحكومية والخاصة أبوابها أمس لاستقبال نحو 29 ألف طالب وطالبة في 82 مدرسة حكومية، و115 ألف طالب وطالبة موزعين على 90 مدرسة خاصة، ولكن نسبة الحضور كانت ضعيفة، وفق مديرة منطقة الشارقة التعليمية، فوزية غريب، عازية السبب إلى تدني تعاون آباء وأمهات طلبة وعدم إرسالهم إلى المدارس.
وفي المقابل، قال آباء وأمهات طلبة إنه «يجب التريث في إرسال أبنائنا إلى المدارس»، وأكد مديرو مدارس «نحن جاهزون لمواجهة أنفلونزا الخنازير». وقال والد طلبة في إحدى المدارس الخاصة في الشارقة، أحمد علي، «لم أرسل أبنائي إلى المدرسة، وسنبدأ بشكل جيد مع بداية الأسبوع المقبل»، متابعاً «لدي تخوف من انفلونزا الخنازير، واليوم أطلع على ما يجري في المدارس وكيفية استعدادها للعام الدراسي الجديد». وأيده والد طالب آخر، أبوموسى، مضيفاً: «تفرغت خلال اجازة العيد لتوعية أبنائي من المرض، وكيفية التعامل مع زملائهم والحذر من مخاطره».
وقال ولي أمر ثلاثة طلبة في مدرسة خاصة (علي محمد): «منعت أبنائي عن المدرسة حتى نقف على استعدادات المدارس، وقمت بزيارة مدرسة أبنائي كي أتأكد بنفسي من حقيقة الأمر»، مؤكداً أن التريث مطلوب كي نرى ما يجري، لافتا إلى أن تأخير يومين لن يعيق أو يحرم الطالب من الفائدة التعليمية المرجوة.
ومن جانبه قال مساعد مدير مدرسة الخليج الثانوية للتعليم المشترك، كرم مبارك، إن «طلبة المدرسة نحو 500 طالب، حضر منهم في اليوم الأول نحو 10٪ ونسبة الغياب نحو 90٪»، مشيراً إلى «أننا لن نسلم الكتب إلا عند اكتمال العدد، حيث نقوم بتسليم الكتب على الطلبة كل صف على حدة». متابعاً «نحن جاهزون تماماً للتعامل مع أنفلونزا الخنازير».
وقال ممرض المدرسة إبراهيم محمد، «نحن بصدد الانتهاء من تجهيز غرفة عزل مجاورة للعيادة المدرسية، ونحن على استعداد للتعامل مع جميع الحالات».
وبدوره قال مدير مدرسة المعرفة الدولية الخاصة، مصطفى الموسى، «نحن نستقبل الطلبة ومستعدون لمواجهة المرض، من حيث التجهيزات الطبية، وغرفة عزل، وثلاثة ممرضين وطبيب»، مؤكداً أن «نسبة الحضور في اليوم الأول ليست بسيطة ونحن راضون عنها، وأتوقع أن يكتمل العدد الأحد المقبل».
وبدورها أكدت مديرة منطقة الشارقة التعليمية، فوزية غريب، أن «إقبال الطلبة في اليوم الدراسي الأول كان على العموم ضعيفاً، نظراً لتدني تعاون أولياء الأمور مع المدارس، حيث أصر معظم أولياء الأمور على عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس، على الرغم من أن المنطقة التعليمية أرسلت رسائل نصية قصيرة لإدارة المدارس كي تتواصل مع أولياء الأمور، من أجل التأكيد على أن الدوام المدرسي سيكون الأربعاء، لكن كل الجهود لم تؤد إلى حضور كثيف للطلبة». وتابعت غريب أن «كثيراً من حافلات المدارس كانت فارغة من الطلبة، ما يشير إلى نوع من عدم الاهتمام من قبل الأهالي»، مؤكدة «كنا نتمنى أن يكون الحضور كبيراً لكن في ما يبدو لم يتعاون آباء الطلبة معنا، على الرغم من أن الطلبة نالوا قسطاً كبيراً من الراحة في إجازة طويلة».
منقولـ منـ جريدهـ الاماراتـ اليومـ ..