«الحقنا بنموت» آخر ما سمعه منهم أثناء حريق منزل الأسرة في العين
محمّد فقد زوجته وطفليه في لحظات
روى محمد الكلباني الذي فقد زوجته وابنه وابنته في الحريق الذي نشب في منزل أسرته في منطقة أم غافة في العين مساء الثلاثاء الماضي، تفاصيل اللحظات التي أعقبت الحريق، الذي نجمت عنه أيضاً إصابة خمسة من أفراد أسرته، هم شقيقتاه وزوجة أخيه وابنتاها، بحروق تراوحت بين البليغة والمتوسطة، فيما قدم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مساء أول من أمس، العزاء إلى أسرته، وتفقد أحوال الأسرة المنكوبة، موجهاً بتوفير جميع مستلزمات واحتياجات واجب العزاء على الوجه الأمثل، والتخفيف من مصابها.
وكانت عبارة «الحقنا بنموت من الحريجة» آخر جملة سمعها محمد الكلباني من زوجته التي اتصلت به لتخبره بأن المنزل يحترق، قبل أن يغلق الهاتف، ويصاب بحالة من الذهول والارتباك، وكان حينها في السوق لشراء بعض الحاجات للمنزل، فسارع عائداً إلى منزل والده الذي يسكنه إلى جانب أشقائه وشقيقاته.
وتابع محمد بصوت حزين «حين وصلت وكانت الساعة الحادية عشرة مساء، صدمت من تجمهر العشرات، وربما المئات أمام المنزل، وعدد كبير من سيارات الإسعاف والدفاع المدني والإنقاذ، وتمنيت حينها لو أن الأمر مجرد كابوس، فلم أتمالك نفسي وحاولت دخول المنزل لأطمئن على أسرتي في الداخل، لكن أفراد الشرطة منعوني، وأخبروني بأن أشقائي وأبناء عمي موجودون في الداخل، وبعد لحظات بدأوا في إخراج المصابين، وكان أولهم زوجتي (خ.ف) التي بدت في حال سيئة للغاية، فنقلت إلى سيارة الإسعاف، تلتها طفلتي روضة البالغة من العمر ثلاثة أعوام ونصف العام، وسهيل (عام وشهران) اللذان كانا قد فارقا الحياة قبل أن ينقلا إلى المستشفى، ولحقت بهم إلى هناك، حيث أخبروني بأن زوجتي التي تعمل في مستشفى توام فارقت الحياة وكذلك طفليّ، وشعرت حينها بأن الدنيا من حولي أصبحت سوداء، وألهمني الله ذكره وكانت أول عبارة قلتها «لا حول ولا قوة إلا بالله». ووصف محمد ذلك الموقف بأنه الأصعب في حياته، «إذ لم أكن أتصور أنني سأفقد زوجتي وابني وابنتي هكذا بين يوم وليلة». مشيراً إلى أن علاقته مع ابنه سهيل وابنته روضة وزوجته كانت ودودة للغاية، وكان متعلقاً بطفليه إلى حد لا يجعله يغادر المنزل إلا في أوقات قليلة، وقال «كانا يساويان الدنيا وما فيها بالنسبة لي، ولكن لا اعتراض على قضاء الله». وذكر أنه وزوجته كانا يحضران لإدخال روضة مدرسة خاصة بعد العيد مباشرة، «وكانت الطفلة سعيدة للغاية لأنها ستذهب إلى المدرسة للمرة الأولى، لكن قضاء الله عاجلها ولم تحقق حلمها».
وخلّف حادث الحريق الذي التهم أجزاء من منزل خميس الكلباني حزناً عميقاً بين أفراد الأسرة، وتسبب في تشتتها، إذ كان المنزل يؤوي، إضافة إلى الوالد خميس وزوجته، أبناءه المتزوجين محمد وفهد وإبراهيم، ونجله غير المتزوج أحمد. وكان خميس وزوجته برفقة ابنهما فهد لتقديم العزاء في منزل أحد الأقارب حين نشب الحريق، فيما نجت أسرة إبراهيم الذي غادر المنزل مع أسرته قبل الحادث. ووفقاً لفهد (نجل خميس الكلباني) الذي أصيبت زوجته وابنتاه وشقيقته في الحريق، فإن العائلة أصبحت مشتتة الآن في منازل الأقارب بعدما كان المنزل يؤويهم جميعاً، مشيراً إلى أن والده لم يحتمل مشاهدة المصابين في الحريق وأغمي عليه ونقل في سيارة الإسعاف إلى المستشفى.
إلى ذلك، قدم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الليلة قبل الماضية العزاء إلى أسرة خميس الكلباني، وتفقد أحوال الأسرة المنكوبة، ووجه بتوفير جميع مستلزمات واحتياجات واجب العزاء على الوجه الأمثل، والتخفيف من مصابها، فيما باشرت القيادة العامة لشرطة أبوظبي تشكيل فريق عمل لمتابعة الإجراءات كافة المتعلقة بمراسم الدفن، وعيادة المصابين في مستشفيي توام والعين للاطمئنان عليهم.
منقوول من جريدة الامارات اليوم ..